نبضٌ يمنيٌ وأخلاقٌ عالية.. إسماعيل حميد الدين نموذجٌ فذٌ في القيادة الإنسانية
كتب: هلال جزيلان
في قلب العاصمة اليمنية صنعاء، حيث تشتد العواصف وتتعقد التحديات، يبرز
رجلٌ يمثل نموذجاً فريداً للقائد الإنساني، يجمع بين الرؤية الاستراتيجية العميقة والأخلاق
الرفيعة، إنه المهندس إسماعيل حميد الدين، مدير عام الإنشاءات بوزارة الاتصالات اليمنية،
الذي أصبح أيقونة للعطاء والنزاهة في قطاع حيوي يمس حياة الملايين.
من البناء التقني إلى تشييد القيم
في عالمٍ تطغى فيه الماديات وتضيع فيه المعاني الإنسانية الجميلة، يأتي
المهندس إسماعيل حميد الدين ليثبت أن القيادة الحقيقية ليست مجرد منصبٍ يتقلده المرء،
بل هي رسالة إنسانية وأمانة وطنية.
فمن خلال موقعه كمدير عام الإنشاءات، لم يقتصر دوره على الإشراف على المشاريع
التقنية فحسب، بل امتد ليشمل بناء الإنسان وتطوير الكوادر، مؤمناً بأن العنصر البشري
هو أساس أي نهضة حقيقية وأي تطور مستدام.
لقد أدرك هذا القائد الفذ أن الإدارة الناجحة هي التي تجمع بين العلم
والخبرة من جهة، والأخلاق والإنسانية من جهة أخرى.
فالإدارة في نظره "مهنة سامية لا يستطيع القيام بها على اكمل وجه
الا اصحاب الشخصيات القيادية الذين يتمتعون بسمات مميزة مثل المرونة النفسية والشجاعة
والإنسانية والصبر والأتزان والايجابية والرؤية الادارية المستقبلية وحب النفس واحترامها
وحب الآخرين وخوف الله والثقة بالنفس"
الرؤية الاستراتيجية والثراء المعرفي
ما يميز المهندس إسماعيل حميد الدين هو ذلك الثراء المعرفي الذي
يمتلكه، وإلمامه بالعلوم المختلفة التي تُثري تجربته القيادية.
فهو لا يقتصر على المعرفة التقنية في مجال الاتصالات فحسب، بل يمتلك
فهماً عميقاً للعلوم السلوكية مثل علم النفس الذي يبحث في دوافع السلوك الإنساني،
وعلم الاجتماع الذي يدرس تكوين الجماعات، وعلم الأخلاق الذي يميز بين الخير والشر
في السلوكيات.
هذه المعرفة الشاملة مكنته من فهم العنصر البشري والتعامل معه بمنهجية
علمية وإنسانية، مستوعباً أن إدارة البشر تحتاج إلى مدارك وأساليب أكثر تعقيداً من
إدارة الآلات ورأس المال.
وقد انعكس هذا الفهم على طريقة تعامله مع فريق العمل، حيث يتعامل معهم
كشركاء في النجاح وليس مجرد مرؤوسين ينفذون الأوامر.
التواضع والإنسانية في ساحة العمل
في مشهدٍ يعكس القيادة الأصيلة، لم يكن المهندس إسماعيل حميد الدين
يوماً ذلك المدير المتعالي الذي يصدر الأوامر من برجه العاجي، بل هو القائد الذي
ينزل إلى الميدان، يشارك العاملين همومهم، ي listens إلى
مقترحاتهم، يشجع المبدعين منهم، ولا يبخل بمساندة المحتاج.
لقد تجلت في تعاملاته قيم الصدق والنزاهة والموضوعية، فلم يحصر
اهتمامه في "اصدار الأوامر وصب التراكمات النفسية على العاملين مما يؤدي الى
التنفير أو التطفيش"
وهذا ما أكده أيضاً وزير الاتصالات وتقنية
المعلومات المهندس محمد المهدي خلال زيارته للوحدة التنفيذية للمشاريع والإنشاءات،
حيث أشاد "بمهام الورش والمعامل في الوحدة التنفيذية، منوهاً بالإدارة
الحكيمة التي تعمل على تطوير الأداء وتدريب الكوادر"
في قلب العاصفة.. صمود أخلاقي
في وقت تواجه فيه اليمن تحديات استثنائية، يظل المهندس إسماعيل حميد
الدين منارة أخلاقية تهدي إلى بر الأمان.
فبينما تعج الساحة بآفات الفساد والمحسوبيات،
يبقى هذا الرجل شامخاً كالجبل، ثابتاً على مبادئه، محافظاً على قيمه، مجسداً بذلك
القيم اليمانية الأصيلة التي ترفض الانحناء للظروف أو التنازل عن المبادئ.
لقد استطاع بفضل حكمته وإدارته الرشيدة أن يحافظ على استمرارية العمل
في الوحدة التنفيذية للمشاريع والإنشاءات، رغم كل التحديات والصعوبات، مؤكداً أن
الإرادة القوية والإدارة الحكيمة قادرتان على تجاوز أعتى الظروف.
وقد تجلى ذلك خلال زيارات المسؤولين للوحدة، حيث
أشار إلى "أن الوحدة تعمل بكوادر فنية مدربة في مجالات متعددة، وتسخر كل
إمكاناتها في تطوير البنية التحتية لقطاع الاتصالات"
.
عطاء لا ينضب ورؤية مستقبلية
لا يقتصر عطاء المهندس إسماعيل حميد الدين على ما بين يديه من مهام،
بل يتعداه إلى رؤية مستقبلية طموحة لتطوير قطاع الاتصالات والارتقاء به.
فمن خلال إشرافه على الورش والمعامل التي تعمل في مجالات الشبكات،
وصيانة الأبراج والمحطات والتنجيد والديكور والنجارة والمنهولات، بالإضافة إلى
الفرق الفنية المتخصصة للصيانة الدورية في جميع المحافظات , فإنه يسعى لبناء قاعدة تقنية متينة تخدم اليمن وأبناءه.
إن هذا القائد يدرك أن مسؤولياته لا تنتهي عند إنجاز المشاريع، بل
تمتد إلى بناء الشخصيات وصناعة الكفاءات، فهو لا يدخر جهداً في تدريب الكوادر
وتأهيلهم، مؤمناً أن الاستثمار في البشر هو أنجح استثمار وأعظمه عائداً.
درس في القيادة الأصيلة
في الختام، يمثل المهندس إسماعيل حميد الدين درساً حياً في القيادة
الأصيلة التي تجمع بين الكفاءة التقنية العالية والأخلاق الرفيعة، بين الحزم في
العمل والرحمة في التعامل، بين الطموح للمستقبل والتواضع في الحاضر. إنه ذلك الرجل
الذي استطاع بفضل نبل أخلاقه وسمو قيمه أن يترك بصمة واضحة في قطاع الاتصالات
اليمني، وأن يكون قدوةً للشباب الطامح إلى التميز والنجاح.
فحين تلتقي بالإنسان قبل المدير، وبالأخلاق قبل المنصب، وبالعطاء قبل
المصلحة، فإنك حتماً أمام قائد حقيقي يستحق التقدير والاحترام. وهذا هو حال
المهندس إسماعيل حميد الدين، الذي وهب نفسه لخدمة وطنه وأبناء شعبه، مجسداً أسمى
معاني المواطنة الصادقة والقيادة Responsibility.
فليبق هذا القائد نبراساً يضيء الطريق للأجيال القادمة، وليظف درسةً
مستمرة في كيفة تكون إنساناً قبل أن تكون مديراً، ومواطناً قبل أن تكون مسؤولاً.
![]() |
ليست هناك تعليقات