أمين شرف العشاري.. 'ملك الفواكة' الذي حوّل ثمار اليمن إلى قصيدة شعر
كتب: هلال جزيلان-تصوير: صالح العرامي
في عالمٍ تطغى عليه الضوضاء، وتذوب فيه القيم الأصيلة بين زحام الماديات،
يطلّ علينا رجل من رجال اليمن الأصيل، يحمل بين كفيه عبق الأرض وعراقة التراث، إنه
أمين شرف العشاري، ذلك الرجل الذي لم يبغِ مجدًا إعلاميًا، لكن عشقه للفواكه جعل منه
أسطورة تُروى في الأوساط الزراعية والتجارية، وأكسبه لقب "ملك الفواكة" بشهادة
كل من تعامل معه .
من بين البساتين الخضراء، حيث تتمايل الثمار كعروس في يوم زفافها، ينبعث
صوت هذا الرجل الذي جعل من الفاكهة رسالةَ جمالٍ ووفاءٍ لأرضه، إنه لا يمارس التجارة
فحسب، بل يؤسس لمشروع وطني يليق بتراب اليمن المعطاء، مشروعٌ يجمع بين الجودة والنظافة
والأسعار المنافسة، ما جعله محط إعجاب وتقدير الجميع .
الإنسان قبل التاجر
يقولون إن المواقف هي التي تكشف الرجال، وهذا ما تؤكده قصة تعارف الناس
بأمين، فقبل سنوات طويلة، تعرّف عليه أحد الأشخاص من خلال موقف بسيط، ليكتشف منذ اللحظة
الأولى أنه "رَجَّال من ظهر رجال"، كما وصفه صديقه شاكر الجماعي، الذي أضاف:
"مش بس ملك الفواكة مثل ما الناس تعرفه... هو ملك المواقف، واللي يعرفه عن قرب،
يعرف ايش معنى كفو ويشتد به وقت الشدايد" .
هذه الشهادات ليست كلمات عابرة، بل هي شهادة حق على أصالة الرجل وصدق
تعامله، مما جعل علاقاته الإنسانية تتجاوز حدود المصالح التجارية إلى روابط الأخوة
والمودة الصادقة، كما يتجلى في ردوده على أصدقائه: "حبيب القلب ياشاكر مافي بين
الأخوة جمايل وبانتفادئ بالأرواح، شكراً لك على كلامك الطيب الذي يسعد القلب والله"
.
مشروعه: "ملك الفواكة.. درجة أولى"
في عالم التجارة حيث يلهث الكثيرون وراء الربح السريع، يأبى أمين إلا
أن يكون مختلفاً. لقد أطلق مشروعه "ملك الفواكة.. درجة أولى" ليكون عنواناً
للتميز والجودة ، فالفواكة لديه ليست سلعاً فحسب، بل هي تحف فنية تليق بتربة اليمن
المباركة.
يتفنن أمين في انتقاء أنواع الفواكة، فيقدم تشكيلةً تخطف الألباب وتسر
الناظرين: من الكعب الغزال السوري والأردني، إلى المشمش السوري، والعمبرود، والأفوكادو
الفاخر، والمانجا القلب الثور والبمباي والزبدة، والعنب العاصمي والرازقي والجبري،
والرمان الصعدي وغيرها من الأنواع التي تقدم بجودة عالية ونظافة تامة، وبأسعار تنافسية
لا تُوجد في السوق العادي .
الرمان اليمني.. يحلق إلى قطر قبل جدة
في قصة ترمز لامتداد بصمة أمين، ها هو الرمان اليمني يصل دولة قطر قبل
أن يصل إلى مدينة جدة ،هذه المفارقة تعكس حجم انتشار منتجاته التي تجاوزت الحدود المحلية
إلى الآفاق العربية، حاملةً معها عراقة اليمن وعبق أراضيه.
مهرجان الرمان.. تتويج للعطاء
في مهرجان الرمان لهذا العام، كان لأمين شرف العشاري حضورٌ مختلف، حضورٌ
يُعتبر تتويجاً لمسيرة عطاء. لقد جاء مشاركاً بثمار رمان يمنية اختيرت بعناية فائقة،
كحبات اللؤلؤ المنظوم في عقد من ذهب.
لقد كانت هذه المشاركة تأكيداً على أهمية المنتج اليمني وجودته التي لا
تقل عن منتجات الدول الأخرى، بل قد تتفوق عليها، مشاركته كانت رسالة مفادها أن اليمن
قادر على المنافسة بمنتجاته الوطنية، وأن أبناءه قادرون على رفع رايته عالية في المحافل
كافة.
رؤية للغد
إن أمين شرف العشاري لم يعد مجرد تاجر فواكة عادي، بل أصبح "مستقبل
الفاكهة اليمنية" كما وصفه أحد المعلقين، إنه الرجل المهتم بالجودة والشكل والتعامل
والتصدير، كل هذه المقومات جعلت منه نموذجاً يُحتذى به للشاب اليمني الطموح الذي يصنع
النجاح رغم كل الظروف .
إنه بحق الصديق الحقيقي للمزارعين، والواجهة المشرفة لليمن في تصدير الخضروات
والفواكة إلى الخارج، كما وصفه هاني الشيباني ، إنه الرجل الذي يستحق الدعم والتشجيع،
كما دعا الممثل اليمني شاكر الجماعي .
أمين شرف العشاري ليس رجل أعمال، بل هو قصة إصرار يمنية، وهو مثال للشاب
الذي آمن بأرضه وترابها، فحوّل الثمار إلى قطع فنية، والتجارة إلى رسالة وفاء للوط،
والمواطن إنه بحق "ملك الفواكة" بتاج من إكليل الغار، لا بتاج من ذهب.
في زمن طغت فيه الماديات، ها هو رجل يذكرنا بأن التجارة يمكن أن تكون
فنًا، وأن التعامل يمكن أن يكون أخلاقًا، وأن النجاح يمكن أن يكون رسالة، هذه هي فلسفة
أمين شرف العشاري، الذي سيظل رمزاً من رموز اليمن، وشاهداً على أن الإصرار والعمل الجاد
قادران على صنع المعجزات.
ليست هناك تعليقات