في قلب صنعاء.. حيث يكتب الخميس في ميدان التحريرأجمل قصة
هلال جزيلان
00967775036841
في صباح كل الخميس، تتنفس صنعاء بكل رئتيها، فهو ليس مجرد
يوم عادي، بل هو يوم يكسر فيه ميدان التحرير قيود الروتين، ليتحول إلى لوحة فنية ملونة
بريشة الأمل، هنا، حيث تروى حكايات الأيادي التي تسبق الألسنة، والأيدي التي
تحول الأحلام إلى منتجات تروي ظمأ الحياة.
قصة متجددة
سوق الخميس - ليس اسماً عابراً، بل هو عنوان لقصة كفاح
متجددة كل أسبوع، تحتضن مؤسسة "بنيان" هذا الحلم الكبير، فتحوله إلى واقع
ملموس، حيث تتحول مساحة من الميدان إلى ورشة مفتوحة للإبداع، ومعرض للأسر المنتجة التي
تنسج من خيوط الأمل منتجات تشبه المعجزات.
حكاية تراثية
في زاوية من زوايا السوق، تقف امرأة كالفتاة القادمة
من حكاية تراثية، بين يديها شنط تحمل في غرزها أسراراً من الصبر والإتقان، كل غرزة
تسرد يوماً من التحدي، وكل قطعة قماش تحمل بين طياتها حلماً لأسرة تبحث عن حياة كريمة،
في عينيها بريق التحدي، وفي صوتها نغمات الأمل التي تروي كيف تحول الإبرة والخيط إلى
أدوات للانتصار على الظروف.
قصائد مكتوبة
وفي ركن آخر، تتراقص روائح الصابون والعطور كأنها قصائد
مكتوبة برائحة الزهر والطين، هنا تقف أخرى، ساحرة العطور، التي تحولت إلى كيميائية
تحفظ أسرار التركيب والعطر، بيديها التي تعرف لغة الزيوت والعطور، تصنع منها سيمفونيات
من الروائح التي تذكرك ببيوت صنعاء القديمة، وبالذاكرة التي لا تنسى.
تراقص العسل
ولا ننسى إبراهيم صاحب عسل العصيمات، حكاية أخرى من حكايا
السوق، في زاويته، يتراقص العسل في أوعيته كذهب سائل، كل قطرة تحمل في طياتها رحيق
زهور جبال اليمن الشماء، إبراهيم ليس بائعاً للعسل فقط، بل هو حافظ لسر من أسرار الطبيعة،
وراوي لقصة أرض لا تعرف إلا العطاء، ورث أنتاج العسل من والده، ووالده ورث ذلك من
جده.
الأمل لا يموت
هذا السوق ليس مكان لبيع وشراء، بل هو بيت كبير تجتمع
فيه القلوب قبل الأيدي، وتتقاطع فيه الأحلام قبل المنتجات، هو رسالة من صنعاء إلى العالم:
أن الأمل لا يموت، وأن الإرادة لا تنكسر، وأن الأيادي التي تبنى هي أقوى من كل الظروف.
إرادة الحياة
هنا، في سوق الخميس، نرى اليمن الذي لا يقهر، نرى النساء
اللواتي يحولن الخيوط إلى شنط، والأعشاب إلى صابون، والزهور إلى عطور، والنحل إلى عسل،
نرى إرادة الحياة في أبهى صورها.
فليظل الخميس يوماً للقاء، ولتظل صنعاء تروي للعالم أن
الإنسان هنا لا يستسلم، بل يبدع ويخلق من بين الصعاب دروباً جديدة للحياة.
ليست هناك تعليقات