لقاءات
تنسيقية موسعة تجمع الحكومة والقطاع الخاص والمنتجين لتعزيز مكانة العسل اليمني كرافد
اقتصادي وطني.
صنعاء—
تتنفس أمانة العاصمة صنعاء هذه الأيام هواءً حُلو المعنى، حيث تتواصل على قدم وساق
التحضيرات لاستضافة حدث يليق بـ "الذهب السائل" اليمني. فتحت شعار تعزيز
القيمة الاقتصادية، تستعد العاصمة لإطلاق المهرجان الوطني للعسل اليمني في دورته الرابعة،
في خطوة تهدف إلى ترسيخ مكانته كمحصول استراتيجي يدعم الاقتصاد الوطني.
ووفقاً
لما نشرته وكالة سبأ الحكومية، تجمع اللقاءات التنسيقية بين الجهات الحكومية المعنية،
ممثلي القطاع الخاص، والمنتجين أنفسهم، لوضع اللمسات الأخيرة لضمان إنجاح هذا الحدث
البارز، الذي يُنظر إليه كجسر لتعزيز التسويق والجودة.
دعوة لتصنيف "الذهب السائل" وضمان جودته
برز من
بين هذه التحضيرات لقاء موسع خُصص لتسويق العسل اليمني في المطاعم المحلية، حيث ألقى
محمد النعيمي، عضو المجلس السياسي الأعلى، كلمة حث فيها جميع الجهات المعنية على بذل
الجهد.
وشدد النعيمي
على "ضرورة إيجاد آلية علمية لتصنيف العسل اليمني"، مقترحاً أن يعتمد التصنيف
على معايير دقيقة مثل حجم الإنتاجية، الخصائص النوعية، الأصناف المختلفة، ومدى الالتزام
بالمعايير الدولية. وأكد أن مثل هذه الفعاليات يجب أن تكون محركاً حقيقياً لدعم إنتاجية
العسل وتحسين جودته، ليكون رافداً أقوى للاقتصاد.
رؤية موحدة: المهرجـان كفرصة اقتصادية وتنموية
وفي انسجام
تام مع هذه الرؤية، عبّر وكلاء وزارة الزراعة والري، ومسؤولو أمانة العاصمة، وممثلو
القطاع الخاص، عن قناعتهم بأن هذا المهرجان يمثل أكثر من مجرد فعالية تراثية.
واعتبروا
أن الدورة الرابعة تشكل فرصة تنموية واقتصادية فريدة من عدة جوانب:
إعادة
الاعتبار والترويج: لإحياء المكانة التاريخية والفخر بالعسل اليمني الأصيل، والترويج
لأصنافه المتميزة وأسعاره التنافسية.
التوسع
في الحضور: لتعزيز وجود "الذهب السائل" اليمني على موائد المطاعم المحلية
وفي الأسواق بشكل أوسع.
التكامل
أساس النجاح: وأكد جميع الحاضرين أن التكامل والتعاون بين حلقات السلسلة بدءاً من المزارع
والمنتج، مروراً بالمسوق، ووصولاً إلى القطاع الخاص، هو الركيزة الأساسية لإنجاح المهرجان
وتحقيق أحد أهدافه الكبرى: دعم الاكتفاء الذاتي في هذا القطاع الحيوي الذي يلمس حياة
آلاف الأسر اليمنية.
نحو مستقبل حُلو لتراث عريق
تُجسد
هذه التحضيرات الجادة رغبة رسمية وشعبية في تحويل التراث الزراعي اليمني الأصيل إلى
قوة اقتصادية ملموسة. يُنظر إلى المهرجان الوطني للعسل ليس كاحتفالية مؤقتة، بل كمحطة
مهمة على طريق تأسيس صناعة منظمة، تجمع بين أصالة الإنتاج وحداثة التسويق، لتضع العسل
اليمني في المكانة العالمية التي يستحقها.
