أمين حيان.. القائد الذي لا يعرف الكلل
كتب: هلال جزيلان
ما زالت
قصته مستمرة، وما زال العطاء يتدفق من قلبه كالنهر الهادر الذي لا يعرف الجفاف، الأستاذ
القدير أمين حيان - ذلك الرجل الذي جعل من القيادة فنًا، ومن الأخلاق شعرًا، ومن التعامل
الجميل سيمفونية تتردد في أروقة صحيفتي 26سبتمبر واليمن صباح مساء.
في رحاب القيادة النشطة
إذا دخلت
المبنى باكرًا، ستجده هناك في مكتبه، كالشمس تشرق قبل الوقت، لا يسأل عن التقارير أولاً،
بل يسأل عن الأحوال "كيف أتى أولادك في الامتحان؟" ، "هل تحسنت حالة
والدتك؟" ، "كيف كان حفل زفاف قريبك؟". أسئلة تسبق العمل، لأنها تلامس
القلب قبل العقل.
في أحد
الأيام، وقف أمامنا في اجتماع طارئ، والعاصفة الهوجاء تضرب صحيفتي 26سبتمبر واليمن
من كل جانب، نظر إلينا بنظرة الأب الحاني والقيادي الحكيم وقال: "الأزمات لا تكسر
الرجال، بل تظهر معدنهم الحقيقي ونحن هنا من حديد وصخر" ثم بدأ يوزع المهام وكأنه
قائد أوركسترا، يعرف كل آلة ويعرف كيف تجتمع في سيمفونية النجاح.
نبله اليومي.. ليس حدثًا استثنائيًا
النبل
عند أمين حيان ليس كلمات تقال في المناسبات، بل هو ممارسة يومية ملموسة هو في طريقة
استماعه للجميع، في ابتسامته التي لا تفارق محياه حتى في أحلك الأوقات، في يده الممدودة
دائمًا للخير.
أتذكر
حين مرض موظف من الموظفين، فكان أمين أول الزائرين، وحين عاد الموظف إلى العمل، كان
أمين يستفسر عن صحته يوميًا، ليس من باب المجاملة، بل من باب الاهتمام الحقيقي بل إنه
أعاد تنظيم جدول ذلك الموظف لتتناسب مع وضعه الصحي.
الأخلاق.. ليست شعارات بل ممارسات
في زمن
صارت فيه الأخلاق ترفًا عند البعض، الأستاذ القدير أمين حيان يثبت كل يوم أن الأخلاق
هي أساس البقاء والنجاح.
التعامل الجميل.. لغته التي لا يعرف غيرها
يتعامل
أمين حيان مع الجميع بذات الاهتمام والاحترام من أصغر موظف إلى أكبرهم الجميع عنده
سواسية في الإنسانية، وإن اختلفوا في المراتب الوظيفية.
حين يمر
من الممرات، يعرف أسماء الجميع، يسأل عن تفاصيل حياتهم، يشاركهم أفراحهم، يخفف عن أحزانهم
ليس لأنه يجب عليه ذلك، بل لأنه يؤمن بأن الإنسان هو أغلى ما في الوجود.
القيادة بالقدوة
لا يطلب
أمين من أحد ما لا يطلبه من نفسه هو أول من يصل وآخر من يغادر هو أول من يتحمل المسؤولية
حين تفشل الخطة.
الإنسان قبل الموظف
يعامل
أمين حيان موظفيه كشركاء في الرحلة، لا كأدوات في آلة يشاورهم في القرارات، يصغي لاقتراحاتهم،
يحترم آراءهم حتى عندما تختلف مع رأيه.
حين يرى
موهبة في أحد الشباب، لا يحسدها بل يطورها حين يرى ضعفًا في أحدهم، لا ينتقده بل يسدده
هو كالبستاني الذي يعرف أن كل نبات يحتاج إلى رعاية مختلفة.
أمين حيان
ما زال بيننا، يعمل بجد، يقدم بعطاء، يعلم بالقدوة هو مدرسة متنقلة في فنون القيادة
والإنسانية.
ما زلنا
نتعلم منه كل يوم: نتعلم كيف تكون القيادة بروح الأبوة، كيف تكون الإدارة بالقلب قبل
العقل، كيف يكون النجاح بالقيم قبل الأرقام.
أمين حيان
– حفظه الله - يمثل لنا النموذج الذي نحتفي به، ليس لأنه مثالي، بل لأنه إنسان يعلمنا
كيف نرتقي بالإنسانية في عالم المادة، كيف نزرع القيم في تربة المصالح، كيف نبني مجتمعًا
مصغرًا داخل إدارة، مجتمعًا تقف فيه الأخلاق شامخة كالجبل، وتتدفق فيه المشاعر الإنسانية
كالنهر.
فهنيئًا
لنا به، معلمًا، وأبًا روحيًا وهنيئًا له بما يزرع، وسيجمعه الحصاد يوم القيامة شاهدا
على عطاء لا ينضب، وقلب لا يمل، وروح لا تعرف إلا العطاء.

ليست هناك تعليقات